صحة

الدكتور محمد المرشد….هذا ما يجب على المريض بالسرطان فعله خلال حجه..

يعد الحج إلى مكة المنورة أكبر تجمع بشري في العالم بأسره، إذ يقصد المشاعر المقدسة في المملكة العربية السعودية ما يربو عن ثلاثة ملايين مسلم كل سنة. فالحج ركن من أركان الإسلام الخمسة. فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ فَحُجُّوا«، كما أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم قائلا « تعجلوا إلى الحج فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له».

إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه هو ما الذي يجب على المريض بالسرطان أن يفعله إذا نال حظ الذهاب إلى الحج؟

طرحنا السؤال على الدكتور محمد المرشد، طبيب إخصائي السرطان، ومعالج إشعاعي ومؤسس مركز الكندي للعلاج الذي يعد  أول مصحة لداء السرطان في أفريقيا، فأجاب:

«أستقبل العديد من المصابين بداء السرطان الذين تم اختيارهم في قرعة الحج والذين أبدوا رغبة لا تلين في الذهاب للحج. شخصيا لم أمنع أبدا أي شخص من أداء فريضة الحج التي طالما انتظر أوانها. وقبل كل شيء، حياتنا بيد الله عز وجل»

إلا أنه لابد من التذكير بأنه لابد من الأخذ ببعض النصائح الهامة المتعلقة بالسلامة والأمان، كما يشرح الدكتور المرشد:

«يجب على المرضى أن يأخذوا موعدا مع طبيبهم 4 أو 6 أسابيع قبل السفر لوضع نظام العلاج الذي يجب اتباعه أو توقيفه خلال مدة الحج. فالأشخاص الذين يخضعون للعلاج الكيمياوي عليهم تجنب أخذ اللقاحات الحية المضعفة  لأن المريض يكون في حالة من الوهن المناعي وقد يؤدي اللقاح إلى تفعيل المرض فيه».

كما ينصح الدكتور المرشد بتجنب المناطق التي ترتفع فيها الكثافة البشرية وتجنب أداء المناسك خلال ساعات الذروة. كما يجب أن يكون المريض دوما مرفوقا بشخص آخر ويمكنه أن يأخذ كرسيا متحركا إذا اقتضى الأمر ذلك من أجل تجنب تفاقم وضعه الصحي. فالله عز وجل يقول في محكم كتابه:

«لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا» (سورة البقرة، الآية 286)، إضافة إلى ذلك، على المرضى أن يناموا جيدا لتجنب تفاقم ضعفهم علة صحتهم.

ويرى الدكتور المرشد أن أهم شيء يجب على الحجاج القيام به هو الحفاظ على إماهة أجسامهم عبر تجنب الخروج خلال ساعات اليوم التي ترتفع فيها الحرارة والإكثار من شرب الماء أو ماء زمزم في الأماكن المقدسة. كما يجب عليهم تجنب المثلجات والمشروبات المشكوك في تركيبتها وعدم أكل أي طعام لم يتم طهيه أو سلقه أو تقشيره.

وقبل الذهاب إلى المشاعر المقدسة، يجب على الحاج أن يأخذ معه تقريرا طبيا كاملا ومفصلا عن حالته الصحية يقدم للمصالح الطبية في عين المكان عند الحاجة. كما يستحسن اكتتاب تأمين للاحتياط.

ويضيف الدكتور المرشد: «من خلال تجربتي، يعود مرضانا من الحج وهم يتمتعون بحالة معنوية أفضل. فبالرغم من بعض التعب الذي يصيبهم كجميع الحجاج إلا أن حالتهم النفسية نالت دفعة قوية من الحج».

هذا، و يتمنى الدكتور المرشد حجا مبرورا وسعيا مشكورا لجميع الحجاج من العالم بأسره خلال هذا الموسم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى