همسة

الجمعية المغربية لأمراض المناعة الذاتية والجهازية تعقد مؤتمرها الطبي 7 بالعاصمة الاقتصادية

 

انعقد، يوم أمس بالعاصمة الاقتصادية، المؤتمر السابع للجمعية المغربية لأمراض المناعة الذاتية و الجهازية، بمشاركة أخصائيين مغاربة وأجانب، وذلك تحت شعار “جهاز المناعة وأمراض المناعة الذاتية والجهازية”.

وبالمناسبة، أوضحت رئيسة الجمعية الدكتورة خديجة موسيار، الاختصاصية في الامراض الداخلية، أن أشغال هذا المؤتمر، الذي يروم مدارسة طبيعة المشاكل التي تهدد الصحة العامة نتيجة مهاجة جهاز المناعة لنفسه، تنصب أساسا حول أمراض “الوذمة الوعائية” و”الهيموغلوبين الليلي الانتيابي”، وهما حالتان يهاجم فيهما الجهاز المناعي ذاته بنفسه.

و أكدت عقب تعريفها بوظيفة جهاز المناعة بمختلف أنواع نظمه الفطرية والمكتسبة والتكميلية، أن أمراض المناعة الذاتية تنجم عن خلل واضطراب في جهازها الذي يشرع في مهاجمة الأعضاء السليمة من الجسم عوض وقايتها من مختلف الفيروسات والبكتيريا والفطريات.

كما أبرزت أن جهاز المناعة يمكنه في هذه الحالة المرضية مهاجمة الجلد مؤديا في ذلك إلى ما يعرف بالصدفية أو مرض الجلد الفقاعي، كما يمكنه مهاجمة الجهاز العصبي مع ظهور تصلبات متعددة أو وهن عضلي، فضلا عن مهاجمة في بعض الحالات للغدد الدرقية و الغدد الصماء الأخرى أو الغدد الخارجية الإفراز، والعضلات، و المفاصل، و الجهاز الهضمي، موضحة أن خطورته قد تزداد عند شنه لعدوان ضد خلايا الدم البيضاء، و السيتوكينات وغيرهما.

و بشأن الأمراض المحورية في هذا اللقاء العلمي تداولت المداخلات مرض “الوذمة الوعائية” الذي يهدد نحو 20 في المائة من الاشخاص في حياتهم بنوبات انتفاخ تحديداعلى مستوى الوجه والشفتين، وقد يؤثر على اليدين والقدمين والأعضاء التناسلية، ويمكن أن تنتقل هذه الأعراض إلى الحلق والحنجرة مما يسبب حالات اختناق ، وعزى الاخصائيون العامل في ذلك لمشكل الحساسية الناجمة عن تناول بعض الاطعمة أو الأدوية أو جراء لدغات الحشرات أو عامل الوراثة.

أما مرض الهيموغلوبين الليلي الانتيابي (مرض مارشيافافا وميشلي)، وفق الأخصايين، فهو نادر يصيب سنويا شخصا واحدا من أصل 100 ألف شخص ويتجلى في المقام الأول عبر فقر الدم الناتج عن وفاة خلايا الدم الحمراء قبل انتهاء عمرها الزمني، مما يتسبب في تخثر الدم بالأوعية واحمرار لون البول تحديدا في الصباح، مما يخلف اثرا سلبيا على الأوردة الكلوية أو الدماغية أو الكبدية أو على الأمعاء، ويترتب عن ذلك الكثير من المشاكل الصحية التي قد تهدد حياة المصاب، مثل الذبحة الصدرية والقصور الكلوي و آلام في البطن وتضخم الكبد.

وخلصوا إلى أن هذا النوع من الأمراض شهد منذ سنة 2007 ثورة حقيقية بظهور علاج “إكوليزوماب” البيولوجي الذي يساعد بشكل كبير على انخفاض عدد نوبات تدمير كريات الدم، وتجنب الحاجة إلى نقل الدم، والتعب، والإصابة بجلطات، وكذا من خطر تفاقم الفشل الكلوي، ويجري بذلك تحسين جودة الحياة و متوسط العمر المتوقع.

كما تعالج عملية زرع نخاع العظم المرض غير أن اللجوء لذلك لا يجري سوى في حالة فقر الدم اللاتنسجيى الشديد.

وقد تميزت الجلسة الافتتاحية لهذا الملتقى السنوي بشهادات حية لعدد من المصابين فضلا عن مداخلة للبروفيسور لورانس بويي منسقة المركز المرجعي لأمراض الوذمة الوعائية الوراثية بغرونوبل (جنوب شرق فرانسا) التي استعرضت ما راكمته من تجربة على مدى 10 أعوام، محاولة بذلك كشف النقاب عن هامش من الجوانب السريرية لمعالجة هذا النوع من المرض، مبدية رغبتها في تعميق العلاقات مع الجمعية المنظمة وتبادل الخبرات والتجارب، إسهاما في إغناء مجال البحث العلمي المرتبط بهذا الداء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى