صحة

هام لربات البيوت… الإفراط في النظافة يرفع من احتمال الإصابة بالأمراض المزمنة

جميع السيدات تهتم وتسعى بشكل دائم ومتواصل للعناية ببيوتهن وتنظيفه وتطهيره من الجراثيم والبكتيريا التي تسبب الأمراض الصحية الحادة.

تلجأن إلى استعمال الكثير من المواد المنظفة والمنتجات الكيماوية للعناية بالمنزل وحماية أفراده من التعرض للعدوى والفيروسات الضارة، لكن هل تعلمين عزيزتي أن الإفراط في النظافة يرفع من مخاطر الإصابة بالأمراض؟ هذا وفق ما أشادت له الدراسات العلمية الحديثة.

فقد تبدو هذه الدراسة مرعبة لبعض النساء اللواتي يكون لديهن هاجس النظافة والعناية بتعقيم وتطهير الأسطح ولعب الاطفال بصفة دورية وهو كيف يمكن أن تكون النظافة طريق لجلب الأمراض؟

أكدت دراسة علمية بريطانية حديثة ان استخدام مواد النظافة والعناية بصحة الإنسان تولد من احتمالية إصابته ببعض الأمراض من أهمها أمراض الجهاز التنفسي التي تشمل مرض الربو وحساسية الصدر والأنف المزمنة.

الذي كشف ذلك هو البروفيسور جراهام روك المتخصص في علم الأوبئة في NBB حيث ذكر في تصريحاته لـ “هيئة الإذاعة البريطانية” BBC، أنه من الخطأ أن نعتبر أن جميع الجراثيم والبكتيريا تكون ضارة بصحة الإنسان ولكن على الجميع أن يعي أن هناك بكتريا نافعة توجد في الأمعاء والجهاز الهضمي تساعد على عملية الهضم بشكل سليم. كما يوجد ايضًا بعض البكتيريا على جلد الإنسان تقيه وتحميه من الإصابة بالميكروبات الضارة. هذا بالإضافة إلى أن الجو والهواء المحيط بنا يحتوي هو الآخر على بعض البكتيريا الممتازة القادرة على تحليل النفايات العضوية، والتي تساهم بشكل كبير في الحفاظ على نسبتي الأوكسجين والنيتروجين في الهواء وبالتالي يساعد هذا الأمر في جعل الأرض كوكباً صالحاً للحياة.

كما أوضح البروفيسور جراهام روك على أنه من الضرورة عدم الإكثار والإفراط في النظافة لأنه بذلك سوف تسبب للجهاز المناعي حيرة كبيرة وشديدة في عدم تفريقه بين البكتريا النافعة والبكتريا الضارة، مما يقوم في النهاية بمهاجمة الاثنان معًا وبالتالي يتعرض الإنسان للإصابة بالأمراض التي تحاربها البكتريا النافعة ومن أهم هذه الأمراض هي مرض الربو والحساسية.

أوضحت دراسات علمية أخرى أن الإفراط في النظافة تجعل الإنسان أكثر عرضة للإصابة بالأمراض ومن أبرز هذه الدراسات هي دراسة سويسرية أعدها مشروع “سكاربول” للبحث عن انتشار أمراض الجهاز التنفسي والحساسية بين الأطفال. اكتشفوا أن أمراض الربو والحساسية لدى الأطفال تزداد بشكل كبير وربطوا بينها وبين السبب الرئيسي في إصابة الأطفال بهذه الأمراض أن الإفراط في النظافة وتعقيم الأغذية بشكل مبالغ فيه لهما دور أساسي في انتشار هذه الظاهرة.

وهذا فيما معناه أن تلوث البيئة لا تتسبب في انتشار ظاهرة أمراض الحساسية والربو ولكن الإفراط في النظافة هي التي تساعد على ذلك. هذا ليس تخمين فقط لا بل أكدت الدراسات الألمانية ذلك حيث قام الباحثون في ألمانيا بإجراء دراستين على الأطفال في مدينتين ألمانيتين هما ميونيخ ولايبتسغ. من المعروف أن مدينة ولايبتسغ تزداد لديها نسبة التلوث بشكل كبير، هذا بعكس مدينة ميونخ التي تنخفض  نسبة التلوث فيها. مع فحص وإجراء التحاليل بينت النتائج أن ارتفاع نسبة الإصابة بأمراض الحساسية في ميونخ أكثر من مدينة لايبتسغ المعروفة بارتفاع نسبة التلوث فيها.

هنا توصل العلماء إلى ما أصبح يعرف بـ”نظرية النظافة” والتي تقول أن النظافة الزائدة عن الحد وتجنب جميع أنواع البكتريا لا تعمل على تقوية جهاز المناعة، بل أنها تضعفه وتحيره. ووجدوا أن الميكروبات والبكتريا الموجودة في البيئة تقوم بتحصين جهاز المناعي بشكل كبير وتلقائي. تتفق هذه الدراسة مع دراسات علمية حديثة أخرى تم إجراؤها في جامعات السويد وايسلندا، وتؤكد العلاقة الوثيقة بين النمط الغذائي الشديد التعقيم، وبين اصابة الاطفال بأمراض الحساسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى