همسة

مركز التحليل الإحصائي SAS يُساعد صندوق ملالا في توقع مدى تأثير تغير المناخ على تعليم الإناث

تُخلف الأحداث المناخية الوخيمة وتدمير النُظم الإيكولوجية، مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية، تأثيرات واضحة في استفحال أزمة المناخ، وبالموازاة مع ذلك، نجد بعض التداعيات التي تظهر بشكل أقل، مثل إمكانية الالتحاق بالمقاعد الدراسية.

وبهدف تسليط المزيد من الأضواء على هذا السؤال خلال شهر المناخ، والأسبوع العالمي للإبداع والابتكار الذي سيتطرق هذه السنة إلى موضوع التعليم، عمل مركز التحليل الإحصائي SAS على إحداث مؤشر التحدي المناخي وتعليم الفتيات بشراكة مع صندوق ملالا الذي يُعد منظمة غير ربحية تهدف إلى دعم تعليم الفتيات، أنشأته الناشطة الباكستانية ملالا يوسوفزي، الفائزة بجائزة نوبل للسلام سنة 2014.

من خلال التحليل، سيتم تحديد أكثر البلدان التي يُحتمل أن تكون فيها الفتيات عرضة لمغادرة حجرات الدراسة، مع توقع انخفاض معدلات مواصلة التعليم الابتدائي والثانوي للفتيات والشابات الناجم عن تغير المناخ الذي يُعد أزمة هذا العصر.

أكثر الفئات تعرضا لعدم مواصلة المسار الدراسي عند وقوع الكوارث الطبيعية هن الفتيات مقارنة مع الذكور، على اعتبار أنهم يتولين مهمة قطع مسافات طويلة بحثا عن الماء الصالح للشرب عندما يكون الماء محدودا ما يجعلهن يتخلين عن مسارهن التعليمي، زد على ذلك أنه في حالة ارتفاع درجات الحرارة وضياع الزراعة المُدرة للدخل تهجر الفتيات المقاعد الدراسية لأن الأسر لم تعد قادرة على دفع نفقات وتكاليف التعليم.

وبشكل سنوي، يتوقع مؤشر تعليم الفتيات والتحديات المناخية الذي يُمثل امتدادا من مؤشر تحديات تعليم الفتيات النابع من صندوق ملالا، قائمة الدول الأكثر تعرضا لخطر انقطاع الإناث عن التعليم.

وفي تقديم نتائجه، يُراعي المؤشر للمعلومات التعليمية مثل معدلات إتمام الدراسة والمخاطر البيئية التي تشمل احتمال حدوث الفيضانات وأمواج تسونامي نادرة الحدوث، والزلازل في كل بلد بصفة خاصة.

ومن خلال المعلومات التي يتم تجميعها، تسعى المنظمة غير الربحية المشاركة في مناقشات مع قطاع التنمية الأوسع نطاقاً بشأن الأماكن التي يمكن بها توجيه الدعم التقني والمالي بهدف التكيف مع المناخ وضمان أفضل النتائج لتعليم الإناث.

حسب المؤشرات المُحصل عليها، تُعد أفريقيا جنوب الصحراء الأكثر تضررا، على الرغم من كونها المنطقة الأقل إسهاما في تغير المناخ، كما تضم القائمة أيضا كُل من الفلبين، منغوليا وكيريباتي.

وفي هذا الصدد، صرحت سوزان إليس، مديرة علامة لدى “SAS” :”إلى حدود اليوم، نشهد على مدى تأثير المناخ على بيئتنا، سواء فيما يخص الجفاف، أو التغير الدائم في النظم الإيكولوجية، أو شدة العواصف أو الدمار الناجم عن حرائق الغابات وهي أكبر مرتين أو ثلاث مرات مما شهدناه في السابق”.

وأضافت المتحدثة :”تسعى الصناعات في الوقت ذاته إلى حساب المخاطر المرتبطة بتغير المناخ. وسيؤثر تغير المناخ أولا على أضعف الفئات السكانية. ونريد أن نفعل كل ما في وسعنا لدعم منظمات مثل صندوق ملالا لضمان أن يظل حق تعليم الفتيات أولوية رئيسية”.

ويشمل التحليل تصنيفات حسب مستوى التعليم – الابتدائي والإعدادي والثانوي – وكذلك حسب البلد المحدد، مع التركيز بصفة أكبر على البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.

وحسب تقديرات صندوق ملالا الخاص بسنة 2021، الأحداث المتصلة بالمناخ ستقف عائلا أمام ما لا يقل عن أربعة ملايين فتاة في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط من أجل مواصلة مسارهن التعليمي.

وبحلول سنة 2025، وفي حالة ما إذا استمرت الاتجاهات الحالية التي نعيشها، سيمنع تغير المناخ 12.5 مليون فتاة من إتمام تعليمهن سنويا.

وتعليقا على الموضوع، قالت نعومي نيامويا، المكلفة بالبحوث في مؤسسة ملالا “تقريرنا الجديد يؤكد أن تعليم الفتيات هو من أقوى الاستراتيجيات للتخفيف من أثر تغير المناخ. لكن وحسب ما تظهره بيانات SAS تشكل الأحداث المناخية عائقا أمام الملايين من الإناث اللواتي سيجدن أنفسهن منقطعات عن الدراسة. وبهدف إيجاد مستقبل أخضر وأكثر عدلا لنا جميعا، نحتاج أن يأخذ القادة إجراءات مناخية عاجلة وأن يعملوا على تعليم الفتيات عبر العالم”.

ويعتزم صندوق ملالا استخدام المعلومات المُحصل عليها من أجل تشجيع قادة مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ لسنة 2021 وما بعده، على العمل واتخاذ الإجراءات اللازمة، مع إدماج التعليم في النقاش العالمي بشأن تغير المناخ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى