همسة

5 أساليب تربوية فعالة تغنيك عن ضرب طفلك…

 

إن أطفالك هم تلك الصفحة البيضاء التي يمكن لك أن تخطي عليها ما تشائين من كلمات، وهم أيضا تلك الأرض التي يمكن لك أن تغرسي فيها ما أردت من الفكر. وحتى تكون ثمرة تلك الكلمات والغروس صالحةً زكيةً، فأنت مدعوة رفقة زوجك إلى كسب أهم الرهانات وأصعبها، ألا وهو النجاح في إيجاد الأساليب التربوية السليمة التي تضمن لكما حسن التعامل مع هؤلاء الأطفال، وتحديدا كيفية إثنائهم عن ارتكاب الأخطاء بالشكل الصحيح. أنت تدركين طبعا سيدتي بأن الضرب هو من أسوء الطرق المعتمدة في العقاب، حيث أكدت الدراسات الكثيرة بأن الصغار عادةً لا يفهمون لماذا يضربهم أسرهم، وذلك لأن حاسة الإدراك عندهم لم يكتمل نموها بعد، مما من شأنه أن يعزز سلوك العنف لديهم وليس العكس.

أما إذا ما ترك هؤلاء من دون محاسبة، فسيدفعهم ذلك إلى التمادي وتكرار سوء الصنيع المرة تلو الأخرى، والحصول بذلك على جرعة كبيرة من الدلال قد يكون لها انعكاسات سلبية كثيرة على مستقبل حياتهم فيما بعد.

فما العمل إذا لردع الصغير من دون إيذاء نفسيته؟ وكيف السبيل إلى النجاح في مسك العصا من المنتصف؟ كل هذه الأسئلة تجدين الإجابة عنها في الأسطر الموالية من هذا المقال.

هذه الأساليب التربوية تغني عن ضرب الطفل

  1. الوقت المستقطع

تعد طريقة الوقت المستقطع البديل الصحي الأكثر انتشارا للضرب؛ فما أصعب أن يجد الطفل ذاته وحيدا في غرفته ومن دون أية ألعاب تسليه بينما يستمتع إخوته باللهو بجانب الأسرة. وعلى الرغم من نتائجها المثمرة، فإننا ننبهك إلى عدم اللجوء إلى هذا الأسلوب إلا في حال بلغ صغيرك عمر الثلاث أعوام. أما مدة الوقت المستقطع، فعليك تحديدها وفق العمر؛ فمثلا يمكنك إبقاء الطفل وحيدا لمدة 5 دقائق لا أكثر إن كان عمره 4 أعوام، ومن ثم الترفيع في هذه المدة مع تقدم الأيام. أخيرا، ندعوك سيدتي إلى التحلي بالكثير من الثبات وعدم التراجع مطلقا أمام بكاء الصغير وتعبيره عن حزنه، ولكن قبل أن تفكري في اللجوء إلى الأمر، عليك أن تسبقيه بعدة تحذيرات من جانبك أنت وزوجك، عل الطفل يعتذر ويتراجع من تلقاء ذاته، فكما هو معلوم، فإن الغرض من العقاب هو تحسين السلوك وليس مجرد العقاب بحد ذاته.

  1. المشاركة

تذكري دائما سيدتي بأن العقاب يجب أن يكون بحجم الخطأ وليس أكبر منه؛ فإذا قام طفلك مثلا بخلق الفوضى عمدا، فلا تفكري في ضربه أو حتى في تحديد وقت مستقطع بالنسبة له، بل دعيه يضع في اعتباره بأنه مجبر على تحمل مسؤوليات صنيعه، وذلك عبر إرغامه بنبرة صارمة وغير قابلة للنقاش على ضرورة القيام بالتنظيف حتى يدرك كم أن الأمر مزعج ومتعب. أظن أنه سيفكر كثيرا قبل أن يعيد الكرة مرةً أخرى، أليس كذلك؟

3  حرمانه من الأشياء التي يحبها

تعد هذه الطريقة مثاليةً لمعاقبة الطفل أيضا، حيث يمكن ردع هذا الأخير عن التمادي في خطئه عبر حرمانه من الأشياء التي يعشقها، كلعبته المفضلة مثلا أو أيضا الحلوى التي يرغب في تناولها دائما. وفي حال مواصلة التذمر، ندعوك إلى إرجاع هذه الأشياء مكانها فورا وتمديد فترة الحرمان إلى مدة أطول حتى يتعود على طلب ما يريد بشكل لبق. وتماما كما هو الحال بالنسبة إلى طريقة الوقت المستقطع، أنت مطالبة عند تطبيق هذا الأسلوب بأن تكوني حاسمةً أيضا في قرارك وأن لا تتراجعي عنه مهما اشتكى الطفل أو زاد صراخه.

4 المناقشة والحوار

بمجرد بلوغه عمر الإدراك، سيكون من الأحسن للطفل أن تجري معاملته كشخص ناضج وكبير، ومن أجل ذلك فأنت مدعوة سيدتي إلى التحلي بالطاقة الكاملة من أجل محاورته بشأن الكثير من المواضيع بشكل رصين؛ أخبريه دائما أنك في حاجة إلى القليل من الوقت لمناقشته بطريقة جادة بشأن سلوكاته السيئة، وتذكري دائما بأن أسلوبك الهادئ والصارم في نفس الوقت سيجعله يستمع إليك بشكر أحسن. لا تنسي أيضا بأن تذكريه في نهاية كل حديث بعواقب التمادي في مواصلة ذات الأخطاء وأنك أيضا تمتلكين جميع السبل لفعل ذلك بكل يسر.

5 إلغاء الرحلات أو الحفلات

تعد هذه الطريقة مثاليةً لمعاقبة الأطفال الذين بلغت أعمارهم عمر الست سنوات أو أكثر من ذلك، فكثيرا ما يحب هؤلاء  الذهاب في رحلات مع الأصدقاء، أو أيضا التنزه في الحدائق العامة والسباحة واللعب على شاطئ البحر وغيرها من النشاطات الأخرى، ومن أجل ذلك فإن إلغاء هكذا برامج سيكون له الأثر الكبير علي هؤلاء الأطفال.

وحتى لا تكوني قاسيةً كثيرا على صغيرك، يمكنك تهديده بالأمر أولا، وإن لم يستجب فانتقلي مباشرةً إلى الخطوة العملية وسيري فيها إلى النهاية حتى تثبتي له بأنك جادة في كل ما تقولينه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى