تايلند.. بلد الأصالة.. البساطة .. السحر و الجمال
تايلند هي مملكة دستورية تقع في جنوب شرقي آسيا، تحدها كل من لاوس وكمبوديا من الشرق، وخليج تايلاند وماليزيا من الجنوب، وبحر أندامان وميانمار من الغرب. تنقسم تايلاند إداريا الى 75 محافظة التي بدورها تنقسم الي احياء وبلديات بالإضافة الي عاصمة المملكة التايلاندية بانكوك التي تعتبر منطقة إدارية خاصة وعاصمة البلاد وأكبر مدنها.
ويقدر عدد سكان تايلاند بحوالي 66 مليون شخص، مما يضعها في المرتبة 20 عالميا حسب عدد السكان، وتعرف تايلاند باسم “سيام” أيضًا، وقد كان هذا الاسم الرسمي للبلاد حتى تاريخ 11 مايو 1949. وتعني كلمة “تاي” الحر في اللغة التايلندية. اشتق من نفس اللفظ (تاي) الكلمة التي تطلق على السكان أي تايلانديون، وتستعمل بعض الأقليات المتواجدة في البلاد كلمة سياميون عند الإشارة إلى سكان البلاد.
وتعتبر السياحة في تايلاند دخلا رئيسيا للدولة حيث تقدر مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الاجمالي بحوالي 7%، و في عام 2008 حصلت العاصمة بانكوك على المرتبة الثالثة بعد لندن ونيويورك في قائمة “أعلى وجهات لمدن العالم” من قبل شركة يورومونيتور المتخصصة في الابحاث مسجلة 10.209.900سائح. وحصلت مدينة بتايا علي المركز الثالث والعشرين بعدد زوار بلغ 4.406.300 ثم جزيرة بوكيت بالمركز الواحد والثلاثين مسجلة 3.344.700 زائر ومدينة شيانج مي بالمرتبة 78 بعدد زوار بلغ 1.604.600.
بانكوك البهية
بانكوك هي عاصمة مملكة تايلاند، وتسمى بالتايلندية “هووبانكوك”، وكانت بانكوك (حاليا حي تونبوري) قرية صغيرة على ضفاف نهر تشاو فرايا. وبعد تدمير البيرمانيين للعاصمة أيوثايا سنة 1767، انسحب الجنرال تاكسين (والذي صار ملكا) لهذا المكان ليبني عاصمته الجديدة.
ولأسباب دفاعية، تم سنة 1782 نقل العاصمة على الجهة اليسرى من النهر وشرع في تشييد بنايات محصنة هي الآن القصر الملكي الكبير، لذا فإن هاته السنة تعتمد كسنة بناء المدينة.
التسمية بانكوك لم يستعملها التايلنديون منذ تشييد العاصمة. حتى أن بعض سكان القرى لم يسمع بهذا الاسم قط. ولأسباب مجهولة يستمر الأجانب ولأكثر من 200 سنة بالإعتقاد على أنه الاسم الرسمي.
تقع بانكوك على ضفاف نهر تشاو بيا، تنبض بالحياة التقليدية والعصرية الحديثة، فهى ذات تناقض ظاهرى مثير حيث تجمع بين الماضى القديم وتحتفى بالجديد والمثير. وبانكوك هي عاصمة للمملكة التايلاندية لأكثر من قرنين من الزمان، وخلال فترة 20 سنة الماضية أجري عليها العديد من التغييرات أكثر من أى فترة أخرى فى تاريخها، حيث تعددت المبانى الخرسانية والزجاجية العالية والطرق السريعة متعددة الممرات، كما أعيد رسم خارطة المدينه بوجه عام لمؤازرة الكوكبة التكنولوجية الحديثة .
وتظهر الآثار التنموية لبانكوك من خلال العمل على أن تصبح الآن أفضل من أى وقت مضى، أكثر خضرة وأكثر راحة وأسرع على مستوى وسائل التجوال والمواصلات سواء كانت برية أو بحرية داخل العاصمة. وكذلك خيارات التسوق وتناول الأطعمة والترفيه والتسلية توسعت بصورة مذهلة فى فترة العقدين الماضيين. فالآن تتوفر المشتريات العصرية الفخمة مثلها مثل المصنوعات اليدوية، كما تقارن المطاعم التايلاندية بالأخريات التى تقدم مختلف أنواع وصفات الأطعمة العالمية إضافة إلى أن الترفيه يمكن أن يكون ضخما كالعروض الموسيقية التقليدية بالمركز الثقافي التايلاندي.
وإضافة إلى كونها حاضرة عصرية حديثة فقد نجحت بانكوك فى الحفاظ على آثار ونصب تذكارية تضاف إلى نكهتها الشرقية التقليدية. وهى لا تزال مدينة المعابد والقصور بقلاعها الذهبية وأسقفها البرتقالية، وذات ألبسة المونك الزعفرانية وأشكال وتماثيل بوذا الموجودة في كل شارع من شوارع بانكوك. فهناك المواقع التقليدية، وأشهرها على وجه التحديد القصر الكبير ومعبد بوذا المبنى من العقيق، وهي ما زالت باقية كما هى بأبهى صورها. ومثلما روعة إيقاعها وكذلك مناظرها الرئيسية فإن بانكوك تحتفظ بنكهتها وأصالتها الخاصة، ففي كل شيء داخل بانكوك يتجسد عنصر من عناصر الأصالة التايلاندية، حيث الإحساس بالذاتية الذى لا تراه فى مكان آخر .
في الجولة بمدينة بانكوك يمكن التركيز على المعابد الرئيسية وهي في حدود 400 معبد في المدينة، لكن هناك الكثير ما يزار، ففي منزل ثومبسون مثلاً، يمكننا الاطلاع على الرجل الذي أعاد احياء صناعة مهارة النسج اليدوية في تايلاند بعد الحرب العالمية الثانية. حيث يقوم فريق مختص بإعطاء جولات تثقيفية عن المنزل وأعماله الفنية، مما يثير اهتمام السياح.
ويمكن القيام بجولات بحرية تشمل عشاء، تقلع من “ريفر سيتي” مدتها ساعتين، وخلالها يمكن رؤية بانكوك ليلا. ومن المواقع التي تستحق المشاهدة ببانكوك “دريم ورلد” وهي عبارة عن حديقة جميلة جدا بها مجسمات لعجائب الدنيا السبعة، إضافة الى انها تتمتع بوجود العاب مسلية وخطيرة صالحة للكبار والأطفال، وهناك متحف الشمع في بانكوك الذي يعرض الكثير من شخصيات هوليوود المفضلة والمشاهير العالميين والمحليين من ابطال الرياضات و رؤساء الدول و الكثير من الشخصيات المشهورة عالميا، والمتحف تابع لمتحف الشمع في لندن.
مدينة بتايا العجيبة
هي مدينة ساحلية تابعة لولاية شانبوري و تبعد عن العاصمة بانكوك بـ 175 كلم. كانت تسمى قديما باد تا يا Pad Tha Ya، وتعني الرياح القادمة من الجنوب الغربي تجاه الشمال الشرقي، ثم تغيرت التسمية إلى باتايا (pattaya).
لم تكن بتايا حتى أواخر عام 1950 سوى مدينة صيد صغيرة كغيرها من المدن الساحلية الأخرى التي تقع على خليج بانكوك. ثم اشتهرت عندما اتخذها الجنود الأمريكيين مقرا لاستراحتهم عبر أول مطار عسكري في بتايا U-Tapao وذلك عام 1959 بعد نقل مقر استراحتهم من ولاية نكونراشاسيما (كورات)Nakhon Ratchasima بسبب خلافات مالية. واشتهرت المدينة الصغيرة في العالم أثناء حرب فيتنام عندما كان الإعلام العالمي يركز على الحرب كونها قاعدة لاستراحة الجنود المقاتلين.
كما كانت القرية ملاذ للتايلندين من سكان بانكوك لقضاء إجازة نهاية الأسبوع، لما تمتاز به من هدوء وجمال و بحر هادئ. وفي عام 1978 منحت الحكومة التايلاندية قرية بتايا لقب – مدينة- وذلك بتاريخ 29 نوفمبر 1978 و أصبح هذا التاريخ مناسبة يحتفل بها سكان بتايا كل عام.
ما بين عام 1980-1990 بدأت تستقبل السياح الأوروبيين للهرب من شتائهم القارس والتمتع على شواطئ بتايا (شاطئ الأنديمان و سموية)Andaman و Samui.
وقد ارتفع عدد السياح في مدينه بتايا، مما تتطلب من الحكومة تطوير المدينة ببناء أرقى الفنادق والمشاريع السياحية وحل مشكلة المياه في فصل الجفاف وأنشأت مصنع لتنقية مياه البحر وتم إنشاء مطار جديد في بانكوك يسمى suvarnabhumi الذي يبعد حوالي الساعة من بتايا وأيضا هناك مشروع قطار بانكوك بتايا .
مدن أخرى تجذب السياح
لم تعد مدينة “بتايا” الساحلية والعاصمة “بانكوك” المقصدين الوحيدين للسياح، فهناك تقاطر على مدن تايلاند الجنوبية كمدينة “بوكت”، ومدنها الشمالية كمدينتي “تشانغ ماي” و”ماي هونغ صن”، ولم تعد السياحة في تايلاند تقتصر على الاستمتاع بالشواطئ الجميلة وملاهي الليل، بل تنوعت لتجتذب العائلات بشتى طبقاتها، فأصبح في هذا البلد ما يسمى بالسياحة الصحية التي توفرها مشافي على مستوى عال من الخبرة والمهارة والعالمية. ومنتجعات تضاهي منتجعات التشيك والبلغار التي ازدهرت في العقد الماضي، وهناك سياحة لرجال الأعمال، وسياحة للراغبين بالتعايش مع الطبيعة بعيداً عن ضوضاء المدن، وسياحات أخرى تلبي رغبات جميع الأذواق.
بوكت.. سبق في السياحة وتجارة اللؤلؤ
بدأت “بوكت” الواقعة في أقصى جنوب تايلاند، منذ 50 عاماً باستقبال السياح قبل أية مدينة تايلاندية أخرى، ولهذا فإن كل ركن في هذه المدينة، شبه الجزيرة، مهيىء لاستقبال السياح. ورغم أن تايلاند كلها عبارة عن غابة استوائية مكسوة دونما حساب ولا ترتيب بشتى أنواع الأشجار والأزهار والنباتات، إلا أن القائمين على السياحة في “بوكت” جهزوا في تلك الغابة مناطق لسكنى السياح، فوصل عدد الفنادق فيها لنحو 300 فندق، إجمالي عدد غرفها 28 ألف غرفة. مع العلم أن عدد السياح الذين يزورون “بوكت” في العام حوالي 3.1 مليون سائح، وأن إجمالي السياح إلى تايلاند في العام يفوق 10 ملايين سائح تقريباً. ويعمل “بوكت” 80% من سكانها في الخدمات السياحية.
رحلات على ظهور الفيلة
أماكن السياحة في “بوكت” متنوعة. فهناك الرحلات إلى الغابة، والتجول بها على ظهور الفيلة المدربة، والتعرف على الحياة المعيشية التقليدية للشعب التايلاندي، والشواطئ الجميلة المتصلة بالغابات، ومسرح “بوكت فانتزي”، والذهاب برحلة بحرية على متن مركب كبير ينقل الركاب من بوكت ويجوب بهم جزر “بانغا باي” العديدة. ولسان بحر يؤمه العاشقون في ساعات الغروب للتمتع بأجمل مناظر الغروب في العالم وهو “بوكت تاو”. إلى جانب الأسواق المليئة بالسلع الجميلة والتي تزيد أسعارها عن مثيلاتها في بانكوك بنحو الضعف. إلى جانب مسرح “بوكت فانتزي” الضخم الذي يتسع لنحو ثلاثة آلاف متفرج، والذي يتصل بمطعم فخم جداً يتسع لنحو أربعة آلاف زائر في وقت واحد. والجميل في هذا المسرح هو العرض المسرحي المشوق الذي تستخدم فيه التقنية الحديثة ببراعة تذهل المشاهدين وذلك من خلال سرده قصة اسطورية عن مدينة “بوكت” يمثل فيها مئات الممثلين وعشرات من الفيلة وطيور الحمام الأبيض. وأخيراً ننصح بألا يفوت السائح على نفسه متعة التجوال في الغابة على ظهر فيل، فهو أكثر أماناً من ركوب السيارة أو الطائرة.
أما عشاق المجوهرات، فننصحهم بإلقاء نظرة على اللؤلؤ الأسود المعروض في المحلات الموجودة بمطار “بوكت”. و يوجد في بوكت مزرعة مشهورة للؤلؤ.
“تشانغ ماي”.. مدينة النجوم
جولة سريعة بالمدينة تظهر أنها لا تختلف عن باقي مدن تايلاند من كونها مدينة مبنية داخل غابة خضراء، و الطابع المميز لهذه المدينة هو أنها هادئة ولا يزيد عدد سكانها وسكان ما يتبعها من قرى أخرى (كامل المقاطعة) عن 1.6 مليون نسمة. وتضم حوالي 100 مصنع مختلف الإنتاج وثلاث جامعات. ويعتز أهالي “تشانغ ماي” بأن الأميرة ديانا زارت مدينتهم عام 1988، ونزلت في فندق ريجنت هوتيل، وقام مصنع المظلات الشمسية في المدينة بإنجاز مظلة حمراء خاصة بالأميرة تعتبر أكبر مظلة في العالم. إذ يبلغ قطرها 300 إنش، وقد استخدمتها خلال استرخائها على الشاطئ. كما زار هذه المدينة الرئيس الأميركي السابق كلينتون وأبدا إعجابه بها.
ويصل عدد السياح الذين يتوافدون على مدينة “تشانغ ماي” التي بنيت عام 1296 ميلادية إلى مليوني سائح في السنة تقريباً، ويتجاوز عدد الفنادق في المنطقة 214 فندقاً بدرجاتها المختلفة.
“ماي هونغ صن”.. مدينة الهدوء والطبيعة الخلابة
تقع “ماي هونغ صن” بأقصى شمال تايلاند، وتتميز هذه المدينة الجبلية الخضراء بطابع خاص يجعل السائح يحس أنه في بلدته وأن سكان هذه المدينة الصغيرة هم أفراد عائلته. وأغرب ما يلاحظ أن سوق المدينة يفتح باكراً منذ الساعة الخامسة صباحاً، ويسمى السوق الصباحي الذي يعتمد على مشتريات لوازم ربات البيوت الخاصة بتجهيز الطعام.
وعدد السياح الذين يزورون البلدة في العام يبلغ 220 ألف سائح، و عدد الفنادق وبيوت الضيافة فيها يزيد عن 43 فندقاً وبيتاً تضم 1200 غرفة. وسكان البلدة يعملون بزراعة الأرز والحبوب والثوم.
وعلى بعد بضعة كيلومترات إلى الشمال من مدينة “ماي هونغ صن” تتدفق شلالات “فاسوا” الخلابة التي لا بد من زيارتها إن كان السائح من عشاق الطبيعة.
منتجعات الصحة والعلاج
شهرة تايلاند في “المساج” تفوق شهرتها في أي شيء آخر، فحيثما تلفتت تجد يافطة مصور عليها قدمان تنبئ عن أن هذا المحل الصغير يمارس عمل المساج للقدمين خلال نصف ساعة وبسعر زهيد، ولكن المراكز الصحية الأخرى المنتشرة في جميع مدن تايلاند وبعدد كبير تقوم بعمليات المساج الكامل، ويستخدم بعضها الطين الصحي والأعشاب. أما السياحة العلاجية التي تركز عليها تايلاند هذه الأيام فقد ظهرت في “مستشفى بمرنجراد” الذي يطلقون عليه اسم المستشفى الأميركي، ويقع في وسط العاصمة، وقد تأسس عام 1980، وهو المستشفى الوحيد في آسيا الذي حصل على اعتماد من اللجنة المشتركة الدولية الرفيعة في الولايات المتحدة الأميركية. و يتكون طاقمه من 600 طبيب وأخصائي في مختلف التخصصات، وفيه تجرى عمليات جراحة القلب الكبرى، وكل العلاجات والعمليات بأسعار تقل بنسبة 80 إلى 90% عن تكاليفها في المستشفيات الأميركية والأوروبية. ويضم مبنى المستشفى غرفاً لمرافقي المريض، وقاعات للترفيه والكومبيوتر، ومطاعم .